سورة الحج - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


قوله عز وجل: {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ} فيها ثلاثة أوجه
أحدها: يعني خالية من أهلها لهلاكها.
والثاني: غائرة الماء.
والثالث: معطلة من دلالتها وأرشيتها.
{وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: أن المشيد الحصين وهو قول الكلبي، ومنه قول امرئ القيس:
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ *** ولا أطماً إلا مشيراً بجندل
والثاني: أن المشيد الرفيع، وهو قول قتادة، ومنه قول عدي بن زيد:
شاده مرمراً وجلله كل *** ساً فللطير في ذراه وُكورُ
والثالث: أن المشيد المجصص، والشيد الجص، وهو قول عكرمة ومجاهد ومنه قول الطرماح:
كحية الماء بين الطين والشيد *** وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره: وقصر مشيد مثلها معطل، وقيل إن القصر والبئر بحضرموت من أرض اليمن معروفان، وقصرِ مشرف على قلة جبل ولا يرتقى إليه بحال، والبئر في سفحه لا تقر الريح شيئاً سقط فيها إلا أخرجته، وأصحاب القصور ملوك الحضر، وأصحاب الآبار ملوك البوادي، أي فأهلكنا هؤلاء وهؤلاء.
قوله عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} هذا يدل على أمرين: على أن العقل علم، ويدل على أن محله القلب.
وفي قوله: {يَعْقِلُونَ بِهَا} وجهان:
أحدهما: يعملون بها، لأن الأعين تبصر والقلوب تصير.
{أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} أي يفقهون بها ما سمعوه من أخبار القرون السالفة.
{فَإنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدورِ} يحتمل عندي وجهين:
أحدهما: أنها لا تعمى الأبصار عن الهدى ولكن تعمى القلوب عن الاهتداء.
والثاني: فإنها لا تعمى الأبصار عن الاعتبار ولكن تعمى القلوب عن الادّكار.
قال مجاهد: لكل إنسان أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئاً، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئاً.
قال قتادة: نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم الأعمى وهو عبد الله بن زائدة.


قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} يستبطئون نزوله بهم استهزاء منهم.
{وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} ولن يؤخر عذابه عن وقته
{وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفْ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: أن يوماً من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض كألف سنة، قاله مجاهد.
الثاني: أن طول يوم من أيام الآخرة كطول ألف سنة من أيام الدنيا في المدة.
الثالث: أن ألم العذاب في يوم من أيام الآخرة كألف سنة من أيام الدنيا في الشدة وكذلك يوم النعيم.


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي ءَآيِاتِنَا} فيه وجهان
أحدهما: أنه تكذيبهم بالقرآن، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أنه عنادهم في الدين، قاله الحسن.
{مُعَجِزِينَ} قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقرأ الباقون {مُعَاجِزِينَ} فمن قرأ معجزين ففي تأويله أربعة أوجه:
أحدها: مثبطين لمن أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول السدي.
الثاني: مثبطين في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول مجاهد.
والثالث: مكذبين، حكاه ابن شجرة.
الرابع: مَعَجِزِينَ لمن آمن بإظهار تعجيزة في إيمانه.
ومن قرأ {مُعَاجِزِينَ} ففي تأويله أربعة أوجه:
أحدها: مشاققين، قاله ابن عباس.
والثاني: متسارعين، حكاه ابن شجرة.
والثالث: معاندين، قاله قطرب.
والرابع: مُعَاجِزِينَ يظنون أنهم يُعْجِزُونَ الله هرباً، قاله السدي.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10